ميّ حسين زكريا، فتاة مصرية جميلة، لم يتجاوز عمرها 13 عاما، البراءة تلازم وجهها الطفولي تبدو كأنها ملاك، عيناها جميلتان تشعان نورا، وبالرغم من ذلك فإن مصيبتها في عينها كيف؟
الصغيرة ميّ تعاني مرضا - عجز الأطباء عن تشخيصه - ما دفع أسرتها إلى الاستعانة بالوصفات الشعبية والأعمال السفلية والأحجبة، لعل وعسى أن تجد علاجا ناجعا لعلاج ابنتهم.
مأساة ميّ ترويها والدتها لـ «الراي» في منزلها بمنطقة السلام (شرق مدينة القاهرة)، حيث قالت: إن ابنتها استيقظت ذات يوم، وهي تبكي وتصرخ، وتعاني من صداع، يكاد يشق رأسها، وتضع يدها على عينها اليمنى، وتشكو من آلام حادة بها، وكأن مسمارا غرس فيها، فهرعت إليها لتكتشف الصدمة!.
الأم رأت مالا يصدقه عقل رشيد، ولا يؤيده منطق سديد حيث فوجئت بأن سربا من النمل يخرج من عين ميّ... حينئذ ألجمت المفاجأة لسان الأم، وسكتت حينها عن الكلام المباح، وفركت عينيها، لتتأكد أنها مستيقظة، وليست تغط في نوم عميق، تطاردها كوابيس مزعجة.
تغلبت الأم على صدمة المفاجأة، والتقطت قطعة قطن لتنظف عين ابنتها من النمل، ولكن أسراب النمل لم تتوقف، وواصلت الخروج بانتظام.
هنا اصطحبت الأم ابنتها إلى أقرب طبيب عيون، فأصيب بدوره بالذهول، وشخّص الحالة تشخيصا طريفا، مؤكدا أن أسراب النمل التي خرجت من عين ميّ، دخلتها من قبل عن طريق الهواء، ونصحها بتناول أدوية مسكنة ومهدئة للعين.
أم ميّ أضافت: الأدوية لم تفلح في تعطيل أسراب النمل، التي واصلت الزحف في الأيام التالية، فعادت بها إلى الطبيب مرة أخرى، فأعاد فحص عين ميّ، وتأكد من سلامتها، وأقر بفشله في علاجها، ونصحها بالاستعانة بخدمات أحد المشايخ فاصطحبت الأم ابنتها وذهبت إلى الشيخ حسن، ذائع الصيت في علاج السحر ومشاكل الإنجاب وتأخر الزواج.
وأضافت الأم أرجع الشيخ حسن حالة ابنتي، لأنني مسحورة فأدخلني حجرة مكتظة بالنساء، وظل يتلو عليَّ آيات من القرآن الكريم، كما كتب آيات على ورقة، وطلب مني أن أبتلعها بجرعة ماء، وأن تفعل ميّ ذلك أيضا.
مشيرة إلى أنه نصحها أن تدهن جسدها وجسد ابنتها بزيت حبة البركة، ولكن من دون جدوى.
وقالت لم تفلح محاولات الشيخ حسن في علاج ابنتها، حيث واصلت أسراب النمل الزحف من دون توقف من عين ابنتها، ما دفعها إلى أن تطرق أبوابا أخرى، حتى انها ذهبت إلى الكنيسة من دون فائدة تذكر.
وأشارت إلى أنها عادت مرة أخرى إلى الأطباء، الذين تحيروا من حالة ميّ، ولم يتمكن أحد من مداواتها.
وتتابع: اصطحبت ابنتي وذهبت إلى الطبيب المعروف الدكتور حازم ياسين، الذي رجح بأن تكون نملة دخلت عين ميّ وسكنت فيها وتطور الأمر، حتى تحولت إلى أسراب لا تتوقف، فيما شخص طبيب آخر يدعى ممدوح الشافعي الحالة تفسيرا مختلفا.
أما الصغيرة فقالت لـ «الراي» «كانت حالتي طبيعية، وتمضي بانتظام، حتى فوجئت ذات يوم بأن عيني تحولت مقرا لأسراب لا تتوقف من النمل».
ولفتت إلى أنها تشعر بوجع لا يطاق، حين يبدأ النمل في الخروج من عينها، وتتمنى أن تعود عينها إلى سيرتها الأولى في أسرع وقت.
الطبيب المعالج لهذه الحالة الدكتور عصام حسن، قال لـ «الراي» إن حالة ميّ فريدة من نوعها، وليس لها تفسير علمي حتى الآن.
وقال انه بعد البحث والتقصي تبين أن تلك الحالة هي الثالثة على العالم، حيث سبقتها حالتان أخريان، واحدة في السعودية والثانية في إيران، وأصحاب الحالات الثلاث تتراوح أعمارهن بين 10 و12 عاما.
وأضاف: إنه يتابع حالة ميّ منذ عام ونصف العام، ولم يصل إلى تشخيص نهائي لها، معتقدا في وجود احتمالين اثنين، إما أن يكون النمل يخرج من داخل العين، أو يدخل إلى العين ثم يخرج منها.
وتابع إنه فحص قاع عين ميّ فوجده سليما مئة في المئة، رافضا الأخذ بتشخيصها الدكتور حازم ياسين، بدليل أن نوعين من النمل يخرجان من عين ميّ، وليس نوعا واحدا.
وأضاف أنه لو كان هناك كيس لبيض النمل داخل العين لظهر في الفحوصات المتكررة، ولكن شيئا من هذا لم يحدث.
وأشار الى ان العين محاطة بمستويات عالية من الحماية حتى الميكروبات - التي لا نراها - لا تستطيع اختراق العين، والسائل الوحيد الذي ينزل من العين هو الدموع، ولا يوجد أي احتمال بوجود أي شيء داخل العين، والرمش عندما يدخل العين يخرج مع حركتها، لأن العين بطبيعتها تطرد أي جسم غريب يدخلها، بالإضافة إلى أن العين بها سائل الجيلاتين، فكيف تدخل النملة وتترك كيس بيض داخل العين مع وجود هذا السائل؟.
من جانبه، اتفق استشاري العيون الدكتور محمد عمارة مع الرأي الذي يقول بوجود كيس بيض للنمل داخل العين.
وأوضح في تصريحات لـ «الراي» أن هذه الحالة غريبة ولم يصادفها من قبل، وتوصيفها العلمي غير دارج كما أنه من الصعب تصديق هذا قبل رؤية الفتاة ورؤية النمل وتحليله تحت الميكروسكوب، والتأكد من أنه نمل، وليس ميكروبا عاديا أو افرازا له، ثم يتم عمل رسم رنين مغناطيسي لتتم رؤية الأغشية المخاطية والأعضاء داخل العين بوضوح للتأكد مما إذا كان هناك كيس لبيض النمل أم لا.
وأوضح أنه من المحتمل أن يكون هناك كيس بيض للنمل داخل العين، خاصة إذا كان هذا النمل يظهر بصفة مستمرة في عين الفتاة، وهذا ليس بغريب لأن النمل يعيش داخل جُحر وقد يعيش داخل العين، ولكن في البداية لابد من التأكد من أن الذي ينزل من عين الفتاة هو نمل، خاصة أن الدموع قادرة على قتل أي شيء يدخل العين بمحض الصدفة.
وتبقى حالة ميّ بين واقعها الغريب وتشخيصات الأطباء المختلفة حالة خاصة ونادرة إلى أن تجد حلولا منطقية.
ما أقول إلا لاحول ولا قوة إلا بالله ، وإن الله على كل شيىء قدير
نسأل الله لها الدواء والشفاء ارجو من قام بقراءة هذا الموضوع فهو ليس خيال ولا مستحيل بالع** لقد رأيت مي بنفسي عبر برنامج تلفزيوني وحزنت جدا لما رأيته والله يكون بعونها وعون اهلها دعواتكم جميعا لها