مدينـــة رفــــــح..مدينة لها تاريخ.
--------------------------------------------------------------------------------
مدينة رفح
المقال ل..حاتم عبدالهادى:
مدينة رفح إحدى مدن محافظة شمال سيناء ، وهي مدينة قديمة تقع على الحدود بين مصر و فلسطين المحتلة، وتبعد عن مدينة العريش بحوالي 35 ميلاً ، ويفصلها الآن عن فلسطين المحتلة الأسلاك الشائكة.
وقد أسماها القدماء مدينة "رافيا " Raphei ، وقد ذكر المؤرخ " يوسفيوس" بأنها أول محطة سورية استراح فيها "تيتوس" وهو فى طريقه لمحاصرة القدس عام (70 ق.م ) كما أنها كانت في أكثر العصور التاريخية الحد الفاصل بين مصر وسوريا ، ولقد انتصر فيها " بطليموس الرابع " ملك مصر على : "أنطيوخوس الكبير" ملك سوريا ، وذلك في واقعة كبيرة حدثت عام (217 ق.م ) ، حيث انتصر " سرجون"ملك آشور على "سباقون " ملك مصر في أوائل القرن الثامن قبل الميلاد(1) .
وعن رفح قال المؤرخ المهلبي (575هـ – 1179م ) : " رفح مدينة عامرة، فيها سوق وجامع ومنبر وفنادق، ومن رفح إلى غزة شجر جميز مصطفٍ عن جانبي الطريق، عن اليمين والشمال نحو ألف شجرة متصلة أغصان بعضها ببعض مسيرة ميلين ، وهناك منقطع رمال الجفار ،ويقع المسافر في الجَلَد ، وكان فتحها فيما فُتح من مدن الشام على يد " عمرو بن العاص " في خلافة " عمر بن الخطاب " ولها ذكر في أخبار الصليبية .
معالــم مدينــة رفـــح القديمــة
تذكر الآثار القديمة وجود بعض المعالم الشهيرة لمدينة رفح مثل : بئر رفح ، بئر رفيح ، عمود الحدود والسدود ، قبر الشيخ سليمان الرفيحى ، هرابة رفح ،وغيرها ولنا أن نفصل ذلك :
بئر رفح:
وهى كما يذكر – نعوم شقير – بئر قديمة العهد مطوية بالحجر المنحوت قطرها نحو عشرة أقدام وعمقها نحو عشر قامات ، ماؤها غزير صالح للشرب ، لكنه مائل إلى الملوحة وفيه عَلَقُُ صغير ، وكانت البئر قد ردمت فطهّرها أهل خان يونس منذ نحو 30 سنة ، وزرعوا الأرض التى تجاورها شعيراً ، وقد جعلوا على البئر عمودين من عمد رفح القديمة لتضييق فمها وتقليل خطر السقوط فيها ، وقد دخلت هذه البئر فى حدود الدولة العلية ، وبين بئر رفح والبحر المتوسط كثبان عظيمة من الرمال تسقى رياح البحر منها إلى الأرض الزراعيه فتبتلعها تدريجياً ، وأهلها لايُبدوُنَ أقل حركة لإيقافها عند حَدِّها ، ويتخلل تلك الكثبان خرائب أبنية قديمة وكسر فخار وزجاج ، مما دل على أن عمرانها كان يمتد إلى شاطئ البحر المتوسط .
بئر رفيح
وهى كما تذكر كتب مؤرخى العرب كالمقريزى والمسعودى واليعقوبى والهمذانى وياقوت الحموى : بأنها بئر حديثة العهد احتفرتها قبيلة الرميلات فى وسط الكثبان وذلك على نحو ميلين إلى الجنوب الغربى من بئر رفح ، وعندما تم ترسيم الحدود بين الدولة العلية وبين حكومة بريطانيا آنذاك والحكومة المصرية تم ادخالها فى حد مصر ، ثم قام بترميمها بعد ذلك محافظ سيناء الإنجليزى عام 1907م .
عمود الحدود والسدرة
تقع سدرة رفح بالقرب من بئر رفح على نحو 360 ميل ، وعلى جانبيها كان يشاهد الرائى عمودين من الغرانيت الأسود ويبلغ طول كلاً منهما حوالى سبعة أقدام بقطر يصل إلى ثلاثة أقدام ، أحدهما إلى جهة الشام ( فلسطين ) والآخر يطل على جهة مصر ، وقد كونا من أصل السدرة مثلثاً متساوى الأضلاع طول كل ضلع منها نحو خمسة أمتار ، وحينما وقعت حادثة الحدود عام 1906م أزال جنود الأتراك العمودين من مكانهما وطمروهما فى الرمال وحطموا أحدهما تحطيماً ، وعند مجئ اللجنة الموفدة من الحكومة المصرية لتعيين الحدود أبقت على هذا الحد ، كما نصبت في مكان العمودين المذكورين عمودين عزانتيين آخرين من عمود رفح القديمة ، أحدهما كامل و الآخر قطعه من عمود ، بينمانقلت السلطات العثمانية بقية العمود إلى الأستانة وهو موجود – كما يقال – إلى الآن في متحف الأستانة.
__________________
استغفر الله ..استغفر الله ..استغفر الله
مواقيت الصلاة لجميع البلدان العربية
..
هـــاام للجميــــع