ذات ليلة اخترق دعاء الكروان مسامعي
وقفت لاكتب همومي واحزاني
بحبرٍ من دموعي وآلمي
ربما تقع يوماً من الايام تحت عين بصيرة
يرق قلبها لحالي وتشعر ببعض معاناتي
اعلم انني اعيش في عمر الزهور في نظر كل من حولي.
ولكني اعيش في محيط اختلفت معه آرائي.
ورفعت شعار ايامي
لاوجود للامل في حياتي
صرخت باعلى صوتي وجاب في الكون صدى صوتي..
والتفتت الانظار من حولي
وعيناي تهمر بالدموع من المي
نعم لقد اصبحت ضحية لقدري
اعيش حياة مملة لا صديق فيها سوي الحزن
ولا امل يبصر لي طريقي
ولا أُناس هم لي ذخر في الزمن
ولا حياة في داخلي تذكر او تعتبر
لم احلم يوماً بالمستحيل.. لم احلم يوماً بالقصور
وحدائقٍ من الزهور... يجوبها عبق العطور
حلمت بالوجود كانسان في ملكوت الرب الجبروت
حلمت بابتسامة مهداه لقلبٍ خيم على جدرانه الحزن والجمود
حلمت بالناس من حولي كالنجوم
تضيء سمائي ويتلاشى من بعدها السكون
حلمت بقلب ينبض فرحا
عشت الحرية بلا حدود
وحلمت باختراق الوجود
واخيرا تحطمت حياتي وتحولت الى جمود
دون ادني ذنب اقترفته فكيف لي بالصمود؟
عاد المطر يهطل... اعاد في داخلي الذكريات
وقفت تحت العراء ....جعلت قطرات تسقط علي
تبللني تحتويني.....وددت ان اصرخ باعلي صوت
تمنيت ان افعل......حتي يمزقني صراخي
هاتفا اني اتألم ....ابحرت الدموع في عيوني
ونزلت علي وجنتي....واختلطت بقطرات المطر
اغمضت عيني...........وانزلت راسي
احسست بالوحشة تقتلني.....وشعرت بان قلبي ينفطر حزنا
ويتبعثر ندما........تنهدت كثيرا وبكيت بحرقة
بكيت طويلا.....كنت في شدة الحزن واليأس
من يسمع آهاتي ....من يضمني الي صدره فيخفف عني
من ينتشلني من عذابي.....كم هي صعبة هذه الحياة
رغم اننا نعشقها ولا نود تركها....رفعت راسي
وعندها توقف الزمن ....وتوقفت عقارب الساعة
دارت الدنيا بي......اتاني شعور مضي منذ زمن طويل
حينما سمعت صوتا عاليا يدعي ....وربما كان يشكي
رفعت وجهي الي السماء ....لاري سحبا غائمة
اقترب الصوت كثيرا ....جعلني اتلهف لرؤيته
وعندها مر الكروان من فوقي....ليفجر براكين الحزن داخلي
وعندها اشتد المطر في الهطول.....واخذت ذكري الالم تعصف بي
تدفقت الذكريات سريعا.....لاجد نفسي اعود الي الوراء
فاجأتني لحظة من حين مضي .....ولحظة اخري من حين يمضي
لاري عيوني......... تمطر اشد من السماء
وما ان وصلت الي قمة الانهيار.....حتي مزقني ما قد نسيت
شعرت بحمل ثقيل علي كاهلي ....خشيت ان اسقط منكبا علي وجهي
نظرت الي السماء في صمت.....لاري كم هي غاضبة
ذلك الغضب الشديد الذي صعقني.....وفتح امامي ابواب ذكريات الجحيم
وعندها مر الكروان ثانية فوقي ....ولكنه لم يكن وحيدا مثلي
وحينما اطلق شكواه عاليا ...لقت صداها عند دعاء اخر
وانطلقت الكثير من الادعية والشكاوي...وكأنها كانت تواسيني
وانا انظر في صمت ....سابحا في ذكريات مزقتني
تسارعت ضربات قلبي......وكأنها تضرب ناقوسها الاخير
شعرت بان روحي تودعني....وعقلي راحل عني
اغمضت عيني.....وتمنيت الا افتحها ثانية
اخذت نبضات قلبي في الخفقان...شعرت باني سارحل للعالم الاخر
فلا مانع لدي من الموت.....ولكني رفضت الموت في قفص الحيرة
ادركت مدي كرهي العميق لهذه الحياة....وكأني ولدت لانتظر الموت
فيا لقسوة هذا القدر.....الذي لا ينذر ولا يعذر
كتب لي ان اعيش حائرا.....باحثا في الافاق عن امل
يحملني الي برالامان.....بعدما تجرعت مرارة الايام
فما رايت سوي الاحزان.......وما عشت سوي الجحيم
افتحت عيني .......واستيقظت من غفوتي
وعندها توقفت السماء عن البكاء ...وتوقفت عن الخوض في بحور الالم
وعندها دارت عجلة الزمن ....وانطلقت عقارب الساعة من سكونها
ادركت انني ما زلت في الواقع المرير...واني لم اغادر الحياة سوي في غفوتي
تمزقت اوتاري وانفطر قلبي....حينما عدت بعد ثوان من رحيلي
ما زلت واقف مقيد في مكاني......منتظرا من ينتشلني من حيرتي
حل الليل الغائم والسحر الداهم.....لاطوي كل جروحي داخلي
رفعت وجهي الي السماء.....لاجد القمر بدرا يكشفني
ينير لي طريقي.....بعدما عم الهدوء والظلام الدامس
مسحت دموعي بيدي.....ومضيت في طريقي
حالما بيوم اعيش فيه سعيدا.....بعدما فقدت الامل في مجيئه
فلعل دعاء الكروان.....يجد من يسمع صداه
ولعل صراخي وآهاتي.....تجد من يداويها
فلعل السماء تبكي ثانية ....ولكني لن ابكي معها
فهل هناك من يسمعني؟.....ومن يرحمني