مسائكم كلة خير
ترفض الاستسلام للعقاقير
سلالة جديدة من السل تثير فزع العالم
السل مرض مزمن ينتج عن العدوى بجراثيم السل، حيث يصيب مختلف أجزاء الجسم، كما أنه يصيب بصورة رئيسية الرئتين، فهو يقتل 2 مليون مريض سنوياً.
وقد سجلت منظمة الصحة العالمية ظهور 40 ألف حالة جديدة من مرض السل المتحول الذى لم يعرف له علاج إلى اليوم، والشديد المقاومة لكل أشكال الأدوية التقليدية.
وأشار الباحثون إلى أنه رغم ما يظنه البعض من أن السل بات مرضاً من الماضي، فإن ظهور فيروس متحول منه شديد المقاومة لكل أشكال العلاج والمضادات الحيوية يجعل منه مرضاً غير قابل للشفاء.
وأكد الخبراء أن المفجع فى قضية السل المتحول المقاوم للعلاج أنه لم يكن يفترض وجوده على الإطلاق، خصوصاً أن السل التقليدى قابل للشفاء، ولكن إذا لم تعط أدوية السل إلى المرضى كما يجب، فهناك خطر من أن يتطور الفيروس إلى سلالة أكثر فتكاً كالسل الشديد المقاومة للعلاج والمعروف باسم "إكس دى آر – تى بي".
وأوضح الباحثون أن كلفة علاج السل التقليدى لا تتعدى 20 دولاراً أمريكياً فى الدول النامية، ومع ذلك لم تتوفر الأموال الكافية لمكافحة هذا المرض الذى ينهش المجتمعات الفقيرة.
وأكد الباحثون أن السلالة الشديدة المقاومة للعلاج فائقة العدوى وتنتقل فى الهواء، ويمكن لأى كائن أن يلتقطها مع انتشار التنقلات والأسفار بين الدول حتى فى دول متقدمة كالولايات المتحدة وبريطانيا.
يذكر أن الأكثر عرضة له هم المرضى الذين يعانون من ضعف فى المناعة، كالمصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز".
عقاقير قديمة تقاوم السل
نجح علماء فرنسيون عام 1908 في تطوير لقاح "بي سي جي" عندما وضعوا سلالة من ميكروب السل في بيئة تحوي خليطاً من مادة الجلسرين والبطاطس.
وكانت هذه الطريقة هي الوحيدة لإبقاء الميكروب حياً وضعيفاً، بحيث يشجع الجسم البشري على مقاومته دون أن يصيب المرض متعاط اللقاح.
ومن جانبه ، أوضح الدكتور رولان بروش من معهد باستير، أنه من الضروري إجراء بحوث على الأصناف القديمة من اللقاح لاستنباط أصناف حديثة لا تتسبب في أعراض جانبية خطيرة.
وأشار مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة الكويتية بأن 75% من الوفيات الناجمة عن الإصابة بمرض الدرن "السل" تحدث في الدول النامية.
فئة جديدة من المضادات الحيوية
طور باحثون فئة جديدة من المضادات الحيوية تتكون من ثلاث مركبات طبيعية قد تتيح أسلحة جديدة ضد عدوى السل، وهذه المركبات هى ميكسوبيرونين و كورالوبيرونين و ريبوستاتين.
وذكرت الدورية الطبية "الخلية" أن هذه المركبات الجديدة يمكن أن توفر شفاءً أسرع للسل وهو ما قد يساعد الأشخاص على مواصلة العلاج الموصوف بشكل أفضل ويحد من نمو أنواع من البكتريا مقاومة للعقاقير.
وأوضح ريتشارد أبرايت في جامعة روتجرز في نيو برونزويك بولاية نيوجيرسي وزملاءه أن هذه المركبات للمضادات الحيوية الثلاثة تعوق عمل إنزيم بوليميريز الحامض النووي "آر إن آيه" للبكتريا وهو الإنزيم الذي تحتاجه البكتريا لفتح المعلومات الجينية من الحامض النووي "دي إنه آيه" اللازم لصنع البروتين.
وقالوا إن إعاقة هذا الإنزيم يقتل البكتريا، وتنتج كل هذه المركبات الثلاثة بشكل طبيعي من جانب بعض البكتريا لاستخدامها في نوع من الحرب الكيماوية ضد بكتريا أخرى.
وتعمل المضادات الحيوية الثلاثة من خلال كبح مفصل فك الكماشة لمنع البكتريا من السماح للحامض النووي "دي إن آيه" بالمرور إلى الإنزيم، ودون هذه الشفرة الجينية اللازمة لن تتمكن البكتريا من صنع البروتينات.
الكشف عن جين يرتبط بمرض السل
وفى إطار أبحاث العلماء حول الجينات، كشف فريق علمى عن جين يعتقد بأنه يتحكم فى مدى قابلية الشخص للإصابة بالسل الرئوى، حيث تعد هذه هى المرة الأولى التى يكتشف فيها جين له علاقة بمرض السل.
وأوضح الباحثون بجامعة " McGill" والمركز الصحى بمونتريال، أن اكتشاف هذا الجين سوف يسهم بحد كبير فى تغيير استراتيجية علاج مرض السل المستخدمة حالياً.
وتشير إحصائية لمنظمة الصحة العالمية أن السل يصيب، وبصورة مستترة، حوالي ثلث سكان الكرة الأرضية سنوياً، ويفتك بحوالي مليوني شخص من كل 9 مليون مصاب في العام، وأضافت أن من 5 إلى 10 % في المائة فقط ممن يحملون جرثومة المرض يصابون فعلاً بالسل.
تجدر الإشارة إلى أن السل "الدرن" يعد من أقدم الأمراض التي عرفتها البشرية، ويسببه نوع من البكتيريا تسمى "عصيات كوخ" نسبة إلى العالم الألماني روبرت كوخ، الذي اكتشفها أول مرة في 24 مارس عام 1882، حيث أصبح هذا اليوم يوماً عالمياً تتكاتف فيه الجهود للتصدي له.
السل الرئوي .. مرض الفقراء
السل مرض بكتيري معد وقد يهدد حياة من يصاب به ويسببه ميكروب " البكتيريا الفطري الدرني "، وكان السل مرضاُ لا شفاء منه ذات يوم ، لكن في الخمسينيات ظهرت مضادات حيوية فعّالة وانخفضت أعداد حالات السل بنسبة 75%.
وتنبأ مسئولو الصحة العامة بأن السل سوف يستأصل بحلول عام 2010 ، غير أنه في انقلاب غير متوقع لإتجاه سير الأحداث، ارتفع من جديد معدل الإصابة بالمرض في عام 1985، وكان سبب هذا يعود بدرجة كبيرة إلى إنتشار السل في أوساط مرضى " نقص المناعة البشرية "الإيدز،فالمصابون بالإيدز حساسون بدرجة خاصة تجاه السل ، ويمكنهم نقله بسهولة للآخرين حتى من يتمتعون بجهاز مناعة سليم.
وكان لزيادة جهود الصحة العامة أثر في خفض عدد حالات السل من جديد ، غير أنه في البلدان النامية، لا يزال يشكل مشكلة ضخمة تسوء حالآ بإنتشار وباء الإيدز، و السل واحد من أهم أسباب الوفيات على مستوى العالم .
والسل مرض شديد العدوى وهو ينتقل أساسآ عندما يطرد مريض في طور نشاط المرض البكتيريا من رئتيه عن طريق السعال، فيستنشق الآخرون الرذاذ الصادر من رئتيه محملآ بالعدوى، حيث تستقر البكيتريا في رئة من يستنشق هذا الرذاذ وتبدأ في التكاثر .
ورغم أنه من السهل نسبيآ التقاط البكتيريا المسببة للسل، إلا أنه لدى أغلب الناس تكون العدوى الرئوية قصيرة العمر لأن جهاز المناعة يستطيع إحتوائها، ولكن لدى بعض الناس يحدث التهاب رئوي خطير يسمى " السل الابتدائي المطرد " الذي يقع بعد مدة قصيرة من العدوى المبدئية ، وقد تنتشر هذه العدوى إلي الغدد الليمفاوية ، إلى تيار الدم ، وإلى جميع أنحاء الجسم.
وفي جميع المصابين بالسل ، ترقد بعض البتكيريا ساكنة في الرئتين لعدة سنوات ، فالجهاز المناعي قد إحتوائها لكنه لم يقض عليها ، وفي حوالي 5 - 10% من الناس تنشط البكيتريا من جديد مسببة الإلتهاب الرئوي ، وفي بعض الأحيان تنتشر إلى مكان آخر من الجسم، ويسمى هذا " السل الثانوي " أو السل النشط من جديد، و الدرن الثانوي أكثر شيوعآ من الدرن الابتدائي ويحدث عادة لدى من ضعف جهاز مناعتهم " مثل من عانوا من مرض مزمن أو الشيخوخة".
وعلاوة على المصابين بفيروس الإيدز، هناك آخرون حساسون للتدرن منهم أولئك الذين يعيشون في زحام - مثل الملاجيء ، بيوت الطلبة ، السجون، ودور التمريض والعاملون في الرعاية الصحية الذي يحتكون إحتكاكآ مطولآ عن قرب بالمصابين بالدرن.
كذلك يتعرض للخطر أولئك الذين يعانون من سوء تغذية مزمن، ومنهم المشردون، مدمنو الكحوليات، ومن تعرض جهازهم المناعي للكبح لأسباب أخرى مثل الذين يتناولون الكورتيزون وبعض المسنين، حيث يشكل المسنون نسبة 25% من أولئك المصابين بالتدرن حاليآ.
أعراض السل:
- السعال المزعج المسبب للضيق هو أهم أعراض السل.
- الارهاق و الهزال ، وفقد الوزن بلا مبرر ، وفقدان الشهية.
- العرق أثناء الليل.
- ألم الصدر.
- البلغم المصبوغ بالدم.
التشخيص:
تستعمل اختبارات تشخيصية لتحديد ما إذا كنت قد أصبت بعدوى ميكروب التدرن أم لا ، وهناك إختبارات أخرى تستعمل لمعرفة ما إذا كنت مصابآ بعدوى نشطة أم لا ، وعادة تجرى اختبارات جلدية، وأشاعات على الصدر، وفحص لعينات من البلغم "لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على بكتيريا السل أم لا".