عين النجم الارجنتيني دييغو ارماندو مارادونا مدربا لمنتخب بلاده بحسب ما اعلن المدرب السابق للمنتخب الارجنتيني كارلوس بيلاردو اثر اجتماع مع رئيس الاتحاد الارجنتيني لكرة القدم خوليو غروندونا الثلاثاء في بوينس ايرس.
وقال بيلاردو: "اريد ان اعمل مع دييغو الذي سيكون المدير الفني للمنتخب".
واشار بيلاردو الى ان "سيرجيو تروليو سيكون مساعدا لمارادونا ، وبانه اي بيلاردو سيكون مديرا عاما للمنتخب".
وكان مارادونا قاد منتخب بلاده الى احراز كأس العالم عام 1986 باشراف بيلاردو مدربا.
وبهذا تكون الارجنتين اختارت الولد الذهبي لتسلمه وديعة قديمة حملها فترة طويلة كلاعب ، وعاد الان ليكمل المشوار مدربا للمنتخبها "التانجو" ، رغم اختلاط اسمه بتعاطي المخدرات والخمور والسمنة الزائدة وعلاقاته السياسية المتطرفة.
يبقى مارادونا ، رغم تخبطاته الشخصية ، اللاعب الرقم 10 القادرعلى اصطياد الاهداف الخرافية والمستعصية ، مثل البرازيلي بيليه الذي ينافسه على لقب افضل لاعب في تاريخ اللعبة.
ربط مارادونا بين وجهين ملائكي وشيطاني في ان ، هذا الولد القادم من شوارع بوينوس ايرس الفقيرة مرورا بملعب "بومبونييرا" الاسطوري التابع لنادي بوكا جونيورز ، وصولا الى لقب "ال بيبي دي أورو" او الولد الذهبي.
صور عدة تلخص مسيرة هذا الفنان الذي لا يتكرر في وسط الملعب ومركز صناعة اللعب ، ومعظمها في مونديال 1986 على اراضي الـ"سومبريرو" المكسيكي.
ترك مارادونا عالم كرة القدم كلاعب وهو بعمر ال37 ، بعد سلسلة طويلة من الفضائح ، ليدخل في صراع مرير مع عالم الادمان والسمنة أوصله الى حافة الموت نتيجة ازمات قلبية عدة كان اخطرها عام ,2004
بقي مارادونا اربعة اعوام ذهابا وايابا على خط كوبا - الارجنتين يحاول التخلص من ادمانه ، نظرا للصداقة المتينة التي تربطه بالرئيس الكوبي السابق فيديل كاسترو.
عام 2005 ، خضع مارادونا في بوغوتا الكولومبية لجراحة في معدته ساعدته في خسارة 50 كلغ من وزنه الزائد.
عاد مارادونا بعدها الى "الحياة" ، ونجح في استقطاب اكبر كمية من المشاهدين في البرنامج التلفزيوني الذي قدمه "الليلة الرقم "10 بمساعدة الحارس الدولي السابق سيرجيو غويكوتشيا ، ومن الحلقات الملفتة تلك التي استضاف فيها "الملك" البرازيلي بيليه.
لم يستخلص دييغو اي عبرة ، عاد للشرب ، سمن مجددا وسقط في هاوية جديدة اوصلته الى المستشفى عام 2007 ، لكن القدر وصلوات ملايين الارجنتينيين الذين يعشقون هذا الرمز اعادته الى شاطىء الحياة مجددا.
ظهر نجم برشلونة الاسباني ونابولي الايطالي السابق من المدرجات هذه المرة يلاحق منتخب بلاده في القارات المختلفة ، ويراقب النجوم الصاعدة من ليونيل ميسي الى سيرجيو اغويرو "الصهر" المنتظر.
وبعدما رمى المدرب الفيو بازيلي اوراقه على رأس ال"البي سيليستي" ، لعب خوليو غروندونا رئيس الاتحاد الارجنتيني الورقة المنتظرة ، دييغو مارادونا مديرا فنيا بمعاونة سيرجيو تروليو في حين استلم المدرب السابق في انتصار 1986 كارلوس بيلاردو مهمة مدير المنتخب ، وذلك قبل يومين من عيد ميلاد مارادونا الثامن والاربعين.لم تكن مسيرة مارادونا المدرب مشجعة ابدا فهي اقتصرت على بضعة اشهر مع ناديي مانديوو كورينتيس وراسينغ كلوب الارجنتينيين ، في منتصف التسعينيات من القرن الماضي.
الواقعة التاريخية تتكرر ، مرة جديدة تسلم الارجنتين الوديعة الى ولدها الذهبي.
وسائل الاعلام البرازيلية متفاجئة
اعربت وسائل الاعلام البرازيلية الصادرة امس الاربعاء عن تفاجئها من تعيين مارادونا على رأس الجهاز الفني للمنتخب الارجنتيني ، وقامت باحصاءات متسائلة عن حجم النجاح الذي يمكن ان يحققه المدرب العديم الخبرة.واوردت وكالة "ايتا": "مارادونا الجديد هو المدرب الجديد للارجنتين. افضل لاعبي كرة القدم الارجنتينية على الاطلاق يأخذ الدور بعد رحيل الفيو بازيلي".وتابعت: "الان مهمة الرمز ان يضع خبرته الكبيرة لاعبا لاعادة الروح الى الكرة الارجنتينية ، التي رغم وجود لاعبين مميزين لديها امثال ميسي وريكيلمي لا تمر بفترة جيدة".وفي احصاء شمل 326 شخصا ، قال 79 بالمئة ان مارادونا سيفشل في دوره الجديد ، بينما اعتبر 21 بالمئة ان بطل العالم عام 1986 سينجح في مهمته.
مع تحياتي
امير فلسطين